إن حزب النهضة الوطني الديمقراطي هو حزب سياسي منظم يؤمن بالعمل الديمقراطي ومشروعية سبله ومنطلقاته من اجل البناء والنهوض وهو يرى
أن النهضة السورية لا يمكن لها أ ن تتحقق الإ بقيام وتكامل أسبابها وعواملها الحقيقية المتمثلة في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني - 1
إن العملية السياسية في سورية منطوية على ذاتها نتيجة غياب المشاركة الحقيقية للقوى والتيارات السياسية والفكرية وانتفاء أهلية بعض الأحزاب السياسية ذات الخطاب القومي الكلاسيكي بسبب ابتعادها عن تيار وظروف الفعل التطويري السياسي المعاصر ووقوعها في مزالق التجربة التاريخية المنغلقة على الذات دون اللجوء لأي تغيير بنيوي في الآلية من شأنه الانتقال بالتنظيم من حالة التقوقع والعزلة إلى روح التطور والمشاركة في الوقت الذي تبلورت فيه أدوات ووسائل عمل الكثير من قوى الإصلاح والتحديث وانفتاحها على جمهور الشباب وتغييرها من خطابها الإعلامي والسياسي وسعيها لتجديد محتواه النظري الانتقالي , حتى يتسنى لها أن تغير من برامج عملها بما يتناسب مع سنن التطور وينسجم مع طبيعة الفكر السياسي الاجتماعي المعاصر - 2
إن أي مناخ ديمقراطي يتطلع إليه الشعب وتنشده القوى الوطنية بتياراتها السياسية المتعددة مرهون برسم إطار سليم للعمل السياسي وتنسيق مشترك للجهد الواعي بين كافة الأطراف الحيّة في المعادلة السياسية الوطنية - 3
إن الدعوة إلى الوحدة العربية هي ضرورة حتمية يصبو لها الجميع , ولكن ضمن الإطار الواقعي والقراءة المناسبة لتحقيقها لانه بغير ذلك تعد ضرباً من ضروب المثالية وطوباوية النظرة القاصرة ,ما لم تحقق تلك الدعوة حدودها الدنيا من شروط وكيفيات ( آليات ) بناء هذه الدعوة ,من خلال السعي لتأسيس مشروع نهضوي ديمقراطي قومي يتمتع بالمرونة الكافية لتسويق فكرة التضامن العربي والاتحاد الاقتصادي العربي كمدخل ضروري ومظهر حتمي من مظاهر الوحدة الكلية ,لأن التجارب التاريخية أكدت وتؤكد بفشل مثل هذا النوع من المشاريع الوحدوية الارتجالية ذات السقف المنخفض - 4
إن الإرادة الديمقراطية للشعوب هي اللغة المحركة والوسيلة المقدسة التي ترقى بها إلى معارج الحضارة والازدهار والتي تنزع إليها الحاجة الإنسانية العليا لذا فان الحزب كحركة فكرية ديمقراطية يؤمن أيمانا مطلقا بان إرادة الشعوب هي مصدر البناء الإنساني والتنوع الحضاري ولا يحق لأي شخص أو سلطة أو مجتمع أن يؤمم أو يقيد إرادة الإنسان أو يصادرها أو يلغيها - 5
إن رسالة الحزب هي رسالة حضارية ذات عمق إنساني لأنها رسالة شعب تاريخي يعيش ليبني ويؤسس لمستقبل الأجيال القادمة ولهذا فان هذه الرسالة الإنسانية هي جزء لا يتجزأ من المكوّن الفكري العام للحزب ببعده الإنساني - 6
إن الدور الفكري والثقافي الواعي والمسؤول للمثقف في سورية إنما هو معيار الربط بين ميزان الحاجة لواقع فكري جديد وبين مستوى الأداء النوعي لهذا المثقف في ترسيخ مبدأ الحوار الإنساني كقاعدة أساسية في نهج البناء والتطوير الديمقراطي وان مهمته الأخلاقية تتجلى في إحياء القدرة على التفكير والفعل الخلاق - 7
إن الدولة مظهر سياسي من مظاهر الاجتماع البشري والامة واقع اجتماعي حي وان أهم الأسس التاريخية التي تبنى عليها المجتمعات الحديثة هي مبدأ التعاقد الوطني , وانطلاقا من هذه المفردات ينظر حزب النهضة الوطني الديمقراطي بعين الاعتبار إلى الاجتماع البشري التاريخي للسوريين بأنه حقيقة تاريخية حيّة و اجتماع قائم يؤسس لواقع اجتماعي بشري جديد , واقع أمة سمتها القوة المتجلية في تعاقدها الوطني كأمة سورية عربية متكاملة الخصائص والشروط , وان الحاجة إلى عقد وطني جديد إنما ينبع من ضرورة إعادة صياغة هذا العقد الوطني وترميم مفاصله التاريخية وتوجيهه بالشكل الذي يحقق المصلحة الوطنية العليا ويعمق من مضمون الحق الدستوري ومدلولاته , وتقليص مساحات الاختلاف بين مفهومي الحق والواجب - 8
إن المصالحة الوطنية شرط ضروري وملحّ لتجاوز علل الماضي وطرح الحلول الجادّة لمشكلات الحاضر والخوض في مدارات المستقبل واستشرافها , وهذه مقدمة ضرورية تستدعي التواصل والحوار بين جميع فئات المجتمع وقواه الحيّة وتياراته الفكرية والسياسية - 9
إن إنتاج سياسة واعية أمر يستلزم تفجير أطر وكوامن المجتمع الفكرية والعملية وتوجيهها نحو بناء الذات وتأسيس منظومة فكرية هادفة تنتقل بالمجتمع من حالة الركود والانكماش إلى فضاءات واسعة رحبة من التطور والنمو والازدهار, وان كل فرد من أفراد هذا المجتمع مطالب بتقديم عنصر جديد يشكل بالمحصلة النهائية إضافة حقيقية نوعية في مسيرة المجتمع وتوجهه الديمقراطي - 10
إن حزب النهضة الوطني الديمقراطي يعتبر نفسه مشروعاً نهضوياً و إسهاماً سياسياً وطنياً وفكرياً واعياً في مسار الحركة الوطنية السورية منذ فجر الاستقلال متبنياً فكرة الإصلاح والتطوير والحداثة نهجاً رئيسياً في مناخ من الديمقراطية والشفافية الصادقة والواعية كأدوات ووسائل عمل مطروحة على الساحة السياسية في سورية المعاصرة |