بسم الله الرحمن الرحيم
البيان التأسيسي للحركة الإسلامية المغربية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الأطهار وصحبه الكرام البررة. وبعد:
ـ إيمانا بما يقتضيه الالتزام بالإسلام، من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير}وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ آل عمران104.
ـ واعتقادا بشمولية الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا لمختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية...
ـ وقياما بمسؤولية المساهمة في ترشيد المجتمع، وتوجيهه إلى حياة إسلامية طاهرة وخالية من كل الشوائب والانحرافات.
ـ والتزاما بواجب التناصح المأمور به شرعا.
وبعد حلقات للحوار والبحث والتشاور، انعقدت خلال ثلاثة أيام تحت مظلة مؤتمر الشبيبة الإسلامية المغربية في المهجر، شارك فيه حضور كريم من أعضائها، ومن دعاة آخرين من المغرب، في مختلف الأعمار والأقدار، يمثلون شرائح من العمل الإسلامي في الداخل والخارج، منذ عهد التأسيس الأول سنة 1970، ومن مختلف الحقب والمراحل التي مرت بها حركتنا، ومنذ بدأ مسلسل القمع والاعتقال، إلى المرحلة الحالية، التي تميزت بفتح قنوات للحوار والمصالحة، تحت وعود بذلت من قبل السلطة العليا للبلاد، ننتظر الوفاء بها.
وبعد استعراض مستفيض للأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية، نسيجا اجتماعيا واقتصادبا وسياسيا، ونشاطا دعويا، في جو من المودة والجدية والشعور بالمسؤولية، ودراسة النتائج السلبية التي انعكست على العمل الإسلامي بنهجين غير سليمين، تمثل أحدهما في التشدد والعنف، والآخر في التزلف والارتزاق والمتاجرة بالدعوة والخيانة لمقوماتها وركائزها الأخلاقية والسلوكية.
وحيث أن أي عمل جاد لابد له من منهج واضح وإطار سليم، ومؤسسات منظمة، فقد اتفق جمعنا على ما يلي:
1- إعلان الوجه الأصلي والعنوان الحقيقي لحركتنا إبان التأسيس الأول وهو "الحركة الإسلامية المغربية"، والعمل في إطاره التنظيمي بكل وضوح وشفافية، بعيدا عن كل عنف في القول والعمل، لتحقيق الأهداف الشرعية الطبيعية لكل من يلتزم بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.
2- المحافظة على استمرارية حركة الشبيبة الإسلامية المغربية كرافد أساسي للحركة الأم "الحركة الإسلامية المغربية" وتقويتها فكريا وتربويا وعقديا.
3- استمرار فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي بصفته المؤسس الأول للصحوة الإسلامية المغربية المعاصرة، في موقع "المرشد العام" للحركة الإسلامية المغربية، ومساعدته بكل الوسائل الممكنة على القيام بهذه المهمة وضبط شأنها.
4- فضيلة الأخ الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي ـ المرشد العام للحركة ـ هو الناطق الرسمي باسمها حاليا وله باتفاق مع أعضاء مجلس الإرشاد والأمانة العامة أن يعين بعد استتباب أمر البناء التنظيمي ناطقا رسميا، ونائبا عنه.
5- اختيار أمانة عامة للحركة مكونة من واحد وعشرين عضوا يمثلون مختلف شرائح المجتمع المغربي. وسوف يعلن الأخ المرشد العام على أسمائهم في الوقت المناسب إن شاء الله تعالى.
6- تجديد الأمانة العامة يكون كل أربع سنوات أثناء انعقاد المؤتمر العام للحركة.
7- تسارع الحركة إلى عقد مؤتمر استثنائي يعاد فيه النظر تنظيما وهيكلة ومناهج وبرامج بمجرد ما يتم الوفاء بالوعود الرسمية الخاصة بالمعتقلين والمنفيين، ورفع الحظر عن النشاط العام العلني، وضمان حرية الفكر والرأي والعمل.
8- العضوية في الحركة ثلاث مراتب:
أ- عضوية عاملة.
ب- عضوية مناصرة.
ت- عضوية شرفية.
9- يعد جميع أعضاء الشبيبة الإسلامية المغربية في الداخل والخارج أعضاء عاملين في الحركة الإسلامية المغربية.
10- يعد جميع أعضاء الحركة الإسلامية المغربية منذ نشأتها سنة 1970 أعضاء مناصرين، ويمكن اعتبارهم أعضاء عاملين إذا أبدوا رغبتهم في ذلك للأخ المرشد العام، مالم يرتكبوا ما يخل بالمروءة والشرف خلال حقبة القمع والمطاردة أو يدعوا إلى ما يتنافى مع الإسلام ومقتضياته عقيدة وشريعة ونظم حياة، أو يعلنوا رغبة في في عدم الانتساب إلى الحركة مطلقا.
11- العضوية الشرفية تهديها الحركة إلى كل مسلم قدم خدمة جليلة للإسلام في أي بقعة من بقاع الأرض. كما تحتفظ بها لكل إخواننا الذين ساهموا في بنائها والدفاع عنها ونشر فكرها وتربية رجالها بكل إخلاص وصدق وثباث ووفاء من الذين التحقوا بالرفيق الأعلى وعلى رأسهم:
فضيلة الشيخ عبد اللطيف عدنان الحمداوي رحمه الله تعالى.
الأخ الأستاذ محمد المدغري العبدلاوي رحمه الله تعالى.
الأخ الشهيد: عبد الله النظيفي ( الاسم الحركي : الطيبي، ويوسف) وقد استشهد في أفغانستان أثناء حرب تحريرها من الاحتلال الروسي. وكان مسؤولا عن سلاح المدفعية في الحزب الإسلامي.
12-قرارات الحركة تعتمد على الشورى الإيمانية الجماعية، وتجمع الآراء في ظروف القمع بكل الوسائل الممكنة. أما في ظروف الرخاء فتكون عامة وعلانية بنفس الأسلوب الشوروي أيضا.
13 - شروط اكتساب العضوية واستدامتها:
الالتزام بما تقتضيه تعاليم الإسلام في مجال السلوك الفردي والاجتماعي والثقافي والتفقه في الدين.
الالتزام بخط الحركة العقدي والفكري والسياسي والدعوة إليه.
التزام الرفق والحكمة والموعظة الحسنة والابتعاد مطلقا عن العنف أو الدعوة إليه أو التحريض عليه، وعن كل ما يعد عدوانا وظلما.
الالتزام بالقرارات التي تصدر عن الحركة والمشاركة الفعالة في أنشطتها وبرامجها.
المحافظة على أمن الحركة وسلامة أعضائها دماء وأموالا وأعراضا، وعدم القيام بما يشين سمعتها أو يبلبل صفها أو يشيع بين أعضائها التنافر والبغضاء والشقاق.
14- تنشر الحركة موقعا على شبكة الانترنت : ليكون أداة تواصل وتعاون مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتعين لهذا الموقع لجنة خاصة تشرف عليه.
15- تواصل الشبيبة الإسلامية المغربية نشر موقعها الحالي، وتطوره بما يناسب الظروف الجديدة.
16- تطالب الحركة بإصدار عفو عام يشمل جميع المنفيين والمعتقلين الإسلاميين من مختلف الفئات والاتجاهات. وترجو أن يصدر هذا القرار وفاء بالوعود التي أعطيت: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ{ المائدة1، }وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً{ الإسراء34.
17 – تشيد الحركة بكافة أعضائها الذين واصلوا دعوتهم بصدق ووفاء وعفة وإنكار للذات، وإعراض عن الفتن، وصمود في وجه مختلف أنواع الاضطهاد والظلم وإهدار للكرامة الإنسانية، مما مارسه ضدهم عتاة الأجهزة خلال الثلاثين سنة الماضية. وتضعهم في مصاف الرواد والقدوة الحسنة بإذن الله تعالى.تقبل الله منهم وثبتهم.
18 - تشكر الحركة كل من ساعدها في محنتها الحالية التي دامت ثلاثين سنة لحد الآن. ونرجو لهم كل خير وتوفيق ونجاح أعمال، وسديد أقوال وفعال. وتحث جميع الأعضاء على إدامة هذا الشكر والاعتراف بالفضل. فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى.
لمحة تاريخية
عاشت الحركة الإسلامية المغربية منذ نشأتها بعيدة عن الأنظار، خمس سنوات أولى تأسيسية في إطار من السرية والأجنحة المتباعدة عن بعضها، بسبب قرار منع جائر اتخذ رسميا بدعوى أن الساحة السياسية المغربية لا تحتمل مطلقا حركة سياسية جديدة من الصنف الإسلامي وأن لا مجال إلا لجمعيات مدجنة تحت الرقابة الصارمة للأجهزة، ثم ثلاثين سنة من القمع والمطاردة ومصادرة الحريات، وهو ما أتاح الفرصة لخصومها والمتاجرين بمحنتها أن يحاولوا تزوير تاريخها بما يناسب أهواءهم ويخدم مصالحهم، لاسيما بعد أن توهموا أن الحركة قضي عليها وليس في الساحة من يعرف عنها إلا ما يشيعه المرجفون، وينقله مبتورا بعض من كان يعيش في حواشيها ولا يستشار في جليل أو خطير من أمرها. فنقلت بعض أخبارها كما تنقل الأساطير، وتعددت بذلك الروايات الخرافية عنها بتعدد الأهواء ومواقع الرواة ومستوى وعيهم ودرجة أعمارهم زمن التأسيس، حتى تصدى لكتابة تأريخها من كان رضيعا أو صبيا، وزعم الرواية عن أفراد ظن أن لهم شأنا أو معايشة أو علما بالتأسيس وظروفه ومعطياته، وما المروي عنه بأعلم من الراوي ولا الراوي بأجهل من المروي عنه.
(تم تحديث المعلومة : 11-شباط/فبراير-2005)
لقد تم جمع الوثائق بفضل الجهود المثلى للباحثين و الخبراء الذين عملوا تبعاَ لمنهج علمي و محايد. نحن نرحب بأي تصحيح أو تعديل يساعدنا على تقديم خدمة أفضل. و يبذل فريق العمل في المفهوم إقصى جهده للتأكد من دقة المعلومات في جميع الأوقات, و لكنه لا يستطيع أن يضمن ذلك دائماَ. إن الروابط بين موقعنا و المواقع الأخرى لا يعني بالضرورة مسؤولية المفهوم أو موافقته على المعلومات الواردة فيها. جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة مفهوم A Concept "مشروع القرار العربي"